منار السجود
عدد المساهمات : 61 نقاط : 106 تاريخ التسجيل : 08/11/2010
| موضوع: ساعة و ساعة الخميس ديسمبر 09, 2010 8:51 pm | |
| هذه المقولة جزء من حديث مشهور ، أخرجه الإمام مسلم وغيره عن حنظلة بن الربيع ، ولا شك أن هذه المقولة الكريمة ، تبين حقيقة عظيمة كثيراً ما أسيءَ فهمها ، والتبس معناها ، وراج استعمالها ، ووضعت في غير محلها ! فمن الناس من يجعل ساعتاه أحدها للرحمن ، والأخرى للشيطان ، ساعة يذكر الله فيها بالطاعة ، وأخرى يعرض عن الله فيها ليتلقفه الشيطان بالمعصية ، ومنهم وهو من عجيب أمرهم من تجده يتعبد إلى الله بتلك الكلمة فتراه يحرص على اللهو والمرح وحظوظ النفس ، حتى إذا ما سئل قال : هذه ساعتي الثانية ، ساعة لربك وساعة لقلبك ! وقد جهلوا بقولهم هذا المبادئ الشرعية المتفق عليها ، والأصول السنية المسلَّم بها : من ذلك أن حياة المسلم كلها لله عز وجل كما قال تعالى معلما عباده أن يقولوا ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فليس في حياة المسلم شيءٌ لغير الله لأن الله ( اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) فباع المسلمون جميعا ما يملكون ثمنا للجنة ، نعم قد تكون في حياة المسلم ساعةُ يقظةٍ وساعةُ غفلةٍ ، وساعة قوّةٍ وساعة ضَعْف ، وساعة قُربٍ وساعة بُعد ، ولكن سرعان ما يتذكر ويتبصّر ؛ فيدفع الغفلة ويقوي الضعف ، ويفرّ إلى الله ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) وجاء في الحديث الشريف : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ) والحاصل : أن حديث حنظلة رضي الله عنه يؤكد أن حياة المسلم تتراوح بين ساعتين : ( ساعة رقيّ وسموّ إيماني ) وبين ( ساعة توازن واعتدال ) يتساوى فيها الطرفان ، ويعطى فـيها كل ذي حق حقه . كما يؤكد الحديث أن تردد أحوال المسلم بين هاتين الساعتين أمرٌ طبيعي ، لا يُعدُّ ظاهرة ضعف ، ولا مؤشر نفاق . ذلك لأن الأصل في حياة المسلم الساعةَ الثانية ( ساعة الاعتدال والتوازن ) فهو لا غنى له عن نفحات تلك الساعة الخاصة ، مهما بلغ في تزكية نفسه وصلاحها . [/size]
| |
|