منتديات سيرتا التعليمية
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم
ادارة منتديات سيرتا تتمنى لك زيارة مشوقة و ممتعة
و لمزيد من الافادة تتمنى منك الانضمام الى افراد اسرتها
منتديات سيرتا التعليمية
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم
ادارة منتديات سيرتا تتمنى لك زيارة مشوقة و ممتعة
و لمزيد من الافادة تتمنى منك الانضمام الى افراد اسرتها
منتديات سيرتا التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سيرتا التعليمية

منتدى كل الجزائريين والعرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوربحـثالتسجيلدخول

 

 بطاقة التعريف احلام مستغانمي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فريد
Admin
فريد


عدد المساهمات : 18
نقاط : 49
تاريخ التسجيل : 29/10/2010

بطاقة التعريف احلام مستغانمي Empty
مُساهمةموضوع: بطاقة التعريف احلام مستغانمي   بطاقة التعريف احلام مستغانمي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:50 pm

  • أحلام مستغانمي كاتبة تخفي خلف روايتها أبًا لطالما طبع حياتها بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ.
    لن نذهب إلى القول بأنّها أخذت عنه محاور رواياتها اقتباسًا.
    ولكن ما من شك في أنّ مسيرة حياته التي تحكي تاريخ الجزائر وجدت صدى واسعًا عبر مؤلِّفاتها.
    كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي. وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ لأمثال Victor Hugo, Voltaire Jean Jaques, Rousseau,. يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة. كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه "قسنطينة" مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه. وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.
    هذا الأبّ عرف السجون الفرنسيّة, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي1945 . وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلديّة, ومع ذلك فإنّه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسيّة, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة ما هو أكثر أهميّة, ويحسب له المستعمر الفرنسي ألف حساب: حزب جبهة التحرير الوطني FLN.
    وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه, هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة.
    هذه المأساة, لم تكن مصيراً لأسرة المستغانمي فقط.
    بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الإستعمار.
    بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه.
    فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.
    كانت تونس فيما مضى مقرًّا لبعض الرِفاق الأمير عبد القادر والمقراني بعد نفيهما. ويجد محمد الشريف نفسه محاطاً بجوٍّ ساخن لا يخلو من النضال, والجهاد في حزبي MTLD و PPA بطريقة تختلف عن نضاله السابق ولكن لا تقلّ أهميّة عن الذين يخوضون المعارك.
    في هذه الظروف التي كانت تحمل مخاض الثورة, وإرهاصاتها الأولى تولد أحلام في تونس.
    ولكي تعيش أسرته, يضطر الوالد للعمل كمدرّس للّغة الفرنسيّة. لأنّه لا يملك تأهيلاً غير تلك اللّغة, لذلك, سوف يبذل الأب كلّ ما بوسعه بعد ذلك, لتتعلَّم ابنته اللغة العربيّة التي مُنع هو من تعلمها. وبالإضافة إلى عمله, ناضل محمد الشريف في حزب الدستور التونسي (منزل تميم) محافظًا بذلك على نشاطه النضالي المغاربيّ ضد الإستعمار.
    وعندما اندلعت الثورة الجزائريّة في أوّل نوفمبر 1954 شارك أبناء إخوته عزّ الدين وبديعة اللذان كانا يقيمان تحت كنفه منذ قتل والدهما, شاركا في مظاهرات طلاّبيّة تضامنًا مع المجاهدين قبل أن يلتحقا فيما بعد سنة 1955 بالأوراس الجزائريّة. وتصبح بديعة الحاصلة لتوّها على الباكالوريا, من أولى الفتيات الجزائريات اللاتي استبدلن بالجامعة الرشّاش, وانخرطن في الكفاح المسلَّح.
    ما زلت لحدّ الآن, صور بديعة تظهر في الأفلام الوثائقية عن الثورة الجزائرية. حيث تبدو بالزي العسكري رفقة المجاهدين.
    وما زالت بعض آثار تلك الأحداث في ذاكرة أحلام الطفوليّة.
    حيث كان منزل أبيها مركزاً يلتقي فيه المجاهدون الذين سيلتحقون بالجبال, أو العائدين للمعالجة في تونس من الإصابات.
    بعد الإستقلال, عاد جميع أفراد الأسرة إلى الوطن. واستقرّ الأب في العاصمة حيث كان يشغل منصب مستشار تقنيّ لدى رئاسة الجمهوريّة, ثم مديراً في وزارة الفلاحة, وأوّل مسؤول عن إدارة وتوزيع الأملاك الشاغرة, والمزارع والأراضي الفلاحيّة التي تركها المعمّرون الفرنسيون بعد مغادرتهم الجزائر. إضافة إلى نشاطه الدائم في اتحاد العمال الجزائريّين, الذي كان أحد ممثليه أثناء حرب التحرير.
    غير أن حماسه لبناء الجزائر المستقلّة لتوّها, جعله يتطوّع في كل مشروع يساعد في الإسراع في إعمارها. وهكذا إضافة إلى المهمّات التي كان يقوم بها داخليًّا لتفقّد أوضاع الفلاّحين, تطوَّع لإعداد برنامج إذاعي (باللّغة الفرنسيّة) لشرح خطة التسيير الذاتي الفلاحي. ثمّ ساهم في حملة محو الأميّة التي دعا إليها الرئيس أحمد بن بلّة بإشرافه على إعداد كتب لهذه الغاية.
    وهكذا نشأت ابنته الكبرى في محيط عائلي يلعب الأب فيه دورًا أساسيًّا. وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر. عبر هاتين الشخصيتين, عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة. و التي كشفت لها عن بعد أعمق, للجرح الجزائري (التصحيح الثوري للعقيد هواري بومدين, ومحاولة الانقلاب للعقيد الطاهر زبيري), عاشت الأزمة الجزائرية يومًّا بيوم من خلال مشاركة أبيها في حياته العمليّة, وحواراته الدائمة معها.
    لم تكن أحلام غريبة عن ماضي الجزائر, ولا عن الحاضر الذي يعيشه الوطن. مما جعل كلّ مؤلفاتها تحمل شيئًا عن والدها, وإن لم يأتِ ذكره صراحة. فقد ترك بصماته عليها إلى الأبد. بدءًا من اختياره العربيّة لغة لها. لتثأر له بها. فحال إستقلال الجزائر ستكون أحلام مع أوّل فوج للبنات يتابع تعليمه في مدرسة الثعالبيّة, أولى مدرسة معرّبة للبنات في العاصمة. وتنتقل منها إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين. لتتخرّج سنة 1971 من كليّة الآداب في الجزائر ضمن أوّل دفعة معرّبة تتخرّج بعد الإستقلال من جامعات الجزائر.
    لكن قبل ذلك, سنة 1967, وإثر إنقلاب بومدين واعتقال الرئيس أحمد بن بلّة. يقع الأب مريضًا نتيجة للخلافات "القبليّة" والانقلابات السياسيّة التي أصبح فيها رفاق الأمس ألدّ الأعداء.
    هذه الأزمة النفسيّة, أو الانهيار العصبيّ الذي أصابه, جعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. خاصة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال, مما أدّى إلى الإقامة من حين لآخر في مصحّ عقليّ تابع للجيش الوطني الشعبيّ.
    كانت أحلام آنذاك في سن المراهقة, طالبة في ثانوية عائشة بالعاصمة. وبما أنّها كانت أكبر إخواتها الأربعة, كان عليها هي أن تزور والدها في المستشفى المذكور, والواقع في حيّ باب الواد, ثلاث مرّات على الأقلّ كلّ أسبوع. كان مرض أبيها مرض الجزائر. هكذا كانت تراه وتعيشه.
    قبل أن تبلغ أحلام الثامنة عشرة عاماً. وأثناء إعدادها لشهادة الباكلوريا, كان عليها ان تعمل لتساهم في إعالة إخوتها وعائلة تركها الوالد دون مورد. ولذا خلال ثلاث سنوات كانت أحلام تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات". وقد لاقت تلك "الوشوشات" الشعريّة نجاحًا كبيرًا تجاوز الحدود الجزائرية الى دول المغرب العربي. وساهمت في ميلاد إسم أحلام مستغانمي الشعريّ, الذي وجد له سندًا في صوتها الأذاعيّ المميّز وفي مقالات وقصائد كانت تنشرها أحلام في الصحافة الجزائرية. وديوان أوّل أصدرته سنة 1971 في الجزائر تحت عنوان "على مرفأ الأيام".
    في هذا الوقت لم يكن أبوها حاضراً ليشهد ما حقّفته ابنته.
    بل كان يتواجد في المستشفى لفترات طويلة, بعد أن ساءت حالته.
    هذا الوضع سبّب لأحلام معاناة كبيرة.
    فقد كانت كلّ نجاحاتها من أجل إسعاده هو, برغم علمها أنّه لن يتمكن يومًا من قراءتها لعدم إتقانه القراءة بالعربية.
    وكانت فاجعة الأب الثانية, عندما انفصلت عنه أحلام وذهبت لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني ممن يكنّون ودًّا كبيرًا للجزائريين. وابتعدت عن الحياة الثقافية لبضع سنوات كي تكرِّس حياتها لأسرتها. قبل أن تعود في بداية الثمانينات لتتعاطى مع الأدب العربيّ من جديد. أوّلاً بتحضير شهادة دكتوراه في جامعة السوربون. ثمّ مشاركتها في الكتابة في مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس, ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن.
    أثناء ذلك وجد الأب نفسه في مواجهة المرض والشيخوخة والوحدة. وراح يتواصل معها بالكتابة إليها في كلّ مناسبة وطنية عن ذاكرته النضاليّة وذلك الزمن الجميل الذي عاشه مع الرفاق في قسنطينة.
    ثمّ ذات يوم توّقفت تلك الرسائل الطويلة المكتوبة دائمًا بخط أنيق وتعابير منتقاة. كان ذلك الأب الذي لا يفوّت مناسبة, مشغولاً بانتقاء تاريخ موته, كما لو كان يختار عنوانًا لقصائده.
    في ليلة أوّل نوفمبر 1992, التاريخ المصادف لاندلاع الثورة الجزائريّة, كان محمد الشريف يوارى التراب في مقبرة العلياء, غير بعيد عن قبور رفاقه. كما لو كان يعود إلى الجزائر مع شهدائها. بتوقيت الرصاصة الأولى. فقد كان أحد ضحاياها وشهدائها الأحياء. وكان جثمانه يغادر مصادفة المستشفى العسكري على وقع النشيد الوطنيّ الذي كان يعزف لرفع العلم بمناسبة أوّل نوفمبر.
    ومصادفة أيضًا, كانت السيارات العسكريّة تنقل نحو المستشفى الجثث المشوّهة لعدّة جنود قد تمّ التنكيل بهم على يد من لم يكن بعد معترفًا بوجودهم كجبهة إسلاميّة مسلّحة.
    لقد أغمض عينيه قبل ذلك بقليل, متوجّسًا الفاجعة. ذلك الرجل الذي أدهش مرة إحدى الصحافيّات عندما سألته عن سيرته النضاليّة, فأجابها مستخفًّا بعمر قضاه بين المعتقلات والمصحّات والمنافي, قائلاً: "إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام. فهذا يكفيني فخرًا. إنّها أهمّ إنجازاتي. أريد أن يقال إنني "أبو أحلام" أن أنسب إليها.. كما تنسب هي لي".
    كان يدري وهو الشاعر, أنّ الكلمة هي الأبقى. وهي الأرفع. ولذا حمَّل ابنته إرثًا نضاليًا لا نجاة منه. بحكم الظروف التاريخيّة لميلاد قلمها, الذي جاء منغمسًا في القضايا الوطنيّة والقوميّة التي نذرت لها أحلام أدبها. وفاءًا لقارىء لن يقرأها يومًا.. ولم تكتب أحلام سواه. عساها بأدبها تردّ عنه بعض ما ألحق الوطن من أذى بأحلامه.
    مراد مستغانمي شقيق الكاتبة
    الجزائر حزيران 2001
    *** إصدارات ***
    « ذاكرة الجسد (http://www.syrianstory.com/amis-2-9.htm) »
    ـ صادرة عن دار الآداب ببيروت سنة 1993 ـ وصلت اليوم إلى طبعتها الـ 18
    ـ جائزة نور،تمنح لأحسن إبداع نسائي باللغة العربية، منحت لها سنة 1996 من مؤسسة نور بالقاهرة.
    ـ جائزة نجيب محفوظ، للرواية، جائزة في مستوى المسابقة، منحت لها من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 1998،مما جعلها تترجم إلى لغات عالمية عديدة.
    حازت الرواية أيضا على جائزة "جورج تراباي" الذي يكرّم كل سنة أفضل عمل أدبي كبير منشور في لبنان .
    ترجمت الرواية إلى لغات عديدة منها الإنجليزية بواسطة بارعة الأحمر ، وإلى اللغة الإيطالية بواسطة فرانسيسكو ليجيو، و إلى الفرنسيةـ منشورات ألبين ميشيل ـ بواسطة محمد مقدم.
    ـ في طريق الصدور باللّغات ( الألمانية، الأسبانية، الصينية، الكردية)
    ـ أدخلت الرواية في المقرر التعليمي للعديد من الجامعات الدولية، وفي جامعات عربية أيضا ( السربون بباريس،جامعة ليون، جامعة ماريلاند بواشنطن،الجامعة الأمريكية ببيروت و القاهرة،جامعة عمان بالأردن،الجامعة الجزائرية، جامعة سانت ـ جوزيف بيروت....) و أيضا في برنامج الثانوية العامة بلبنان.
    ـ كانت الرواية موضوعا لأطروحات الدكتوراه، ولبحوث جامعية كثيرة.
    ـ اعتبرها النقاد كأحسن عمل روائي صادر في العقد الأخير.
    http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gif
    «فوضى الحواس (http://www.syrianstory.com/amis-2-22.htm)»
    L'anarchie des sens
    ـ صادرة عن دار الآداب ببيروت سنة 1997، وصلت اليوم الى طبعتها الـ15.
    ـ نتيجة لعقد مبرم مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة،فالرواية في طريقها الى الترجمه الى العديد من اللغات الأجنبية.

    http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gif
    «عابر سرير (http://www.syrianstory.com/amis-2-24.htm)»
    عابر سرير
    Passager d'un lit
    سنة النشر: 2003
    الناشر: منشورات أحلام مستغانمي
    http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gif
    «على مرفأ الأيام » Au havre des jours
    صادر عن المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر سنة 1973
    http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gif
    « أكاذيب سمكة »
    Mensonges d'un poisson
    صادر عن المؤسسة الوطنية للنشر سنة 1993
    http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gif
    «الكتابة في لحظة عري »
    Ecriture dans un moment de nudité
    صادر عن دار الآداب ببيروت سنة 1976
    http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gif
    « الجزائر، امرأة ونصوص »
    Algérie Femme et écritures
    صادر عن منشورات " أرماتان" بباريس سنة 1985








    نماذج من أعمالها


    ذاكرة الجسد
    ما زلت أذكر قولك ذات يوم :
    "الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث".
    يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
    هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
    وهنيئا للحب أيضا ...
    فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .
    قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
    عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .
    عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .
    أيمكن هذا حقاً ؟
    نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
    ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .
    - أتريد قهوه ؟
    يأتي صوت عتيقة غائبا, وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري .
    معتذرا دون اعتذار, على وجه للحزن لم أخلعه منذ أيام .
    يخذلني صوتي فجأة ...
    أجيب بإشارة من رأسي فقط .
    فتنسحب لتعود بعد لحظات, بصينية قهوة نحاسيه كبيرة عليها إبريق، وفناجين, وسكريه, ومرشّ لماء الزهر, وصحن للحلويات .
    في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان, وضعت جواره مسبقاً معلقه وقطعة سكر .
    ولكن قسنطينة مدينه تكره الإيجاز في كل شيء .
    إنها تفرد ما عندها دائما .تماما كما تلبس كل ما تملك. وتقول كل ما تعرف .
    ولهذا كان حتى الحزن وليمه في هذه المدينة .
    أجمع الأوراق المبعثرة أمامي , لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأنني أفسح مكانا لك ..
    بعضها مسودات قديمة, وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات فقط... كي تدب فيها الحياة, وتتحول من ورق إلى أيام .
    كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن ..
    تركت السكر جانبا, وارتشفت قهوتي مره كما عودني حبك .
    فكرت في غرابه هذا الطعم العذب للقهوة المرّة . ولحظتها فقط, شعرت أنني قادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبيّة, ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات, دون أن أطفئ حرائقها مرة فوق صفحه .
    هل الورق مطفأة للذاكرة؟





    فوضى الحواس

    بدءًا
    عكس الناس, كان يريد أن يختبر بها الإخلاص. أن يجرب معها متعة الوفاء عن جوع, أن يربي حبًا وسط ألغام الحواس.
    هي لا تدري كيف اهتدت أنوثتها إليه.
    هو الذي بنظرة, يخلع عنها عقلها, ويلبسها شفتيه. كم كان يلزمها من الإيمان, كي تقاوم نظرته!
    كم كان يلزمه من الصمت, كي لا تشي به الحرائق!
    هو الذي يعرف كيف يلامس أنثى. تماما, كما يعرف ملامسة الكلمات. بالاشتعال المستتر نفسه.
    يحتضنها من الخلف, كما يحتضن جملة هاربة, بشيء من الكسل لكاذب.
    شفتاه تعبرانها ببطء متعمّد, على مسافة مدروسة للإثارة.
    تمرّان بمحاذاة شفتيها, دون أن تقبلاهما تمامًا. تنزلقان نحو عنقها, دون أن تلامساه حقّاً. ثم تعاودان صعودهما بالبطء المتعمّد نفسه. وكأنّه كان يقبّلها بأنفاسه, لا غير.
    هذا لرجل الذي يرسم بشفتيه قدرها, ويكتبها ويمحوها من غير أن يقبلها, كيف لها أن تنسى.. كلّ ما لم يحدث بينه وبينها؟
    في ساعة متأخرة من الشوق, يداهمها حبه.
    هو, رجل الوقت ليلا, يأتي في ساعة متأخره من الذكرى. يباغتها بين نسيان واخر. يضرم الرغبة في ليلها.. ويرحل.
    تمتطي إليه جنونها, وتدري: للرغبة صهيل داخلي لا يعترضه منطق. فتشهق, وخيول الشوق الوحشية تأخذها إليه.
    هو رجل الوقت سهوًا. حبه حالة ضوئية. في عتمة الحواس يأتي. يدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسها. يوقظ رغباتها المستترة. يشعل كل شيء في داخلها.. ويمضي.
    فتجلس, في المقعد المواجه لغيابه, هناك.. حيث جلس يومًا مقابلاً لدهشتها. تستعيد به انبهارها الأوّل.
    هو.. رجل الوقت عطرًا. ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه؟ وثمة هدنة مع الحب, خرقها حبه. ومقعد للذاكرة, ما زال شاغراً بعده. وأبواب مواربة للترقب. وامرأة.. ريثما يأتي, تحبّه كما لو أنه لن يأتي. كي يجيء.
    لو يأتي.. هو رجل الوقت شوقًا. تخاف أن يشي به فرحها المباغت, بعدما لم يشِ غير لحبر بغيابه.
    أن يأتي, لو يأتي.
    كم يلزمها من الأكاذيب, كي تواصل الحياة وكأنه لم يأت! كم يلزمها من الصدق, كي تقنعه أنها انتظرته حقّا!
    لو..
    كعادته, بمحاذاة الحب يمر, فلن تسأله أيّ طريق سلك للذكرى, ومن دلّه على امرأة, لفرط ما انتظرته, لم تعد تنتظر.
    لو..
    بين مطار وطائرة, انجرف به الشوق إليها فلن تصدق أنه استدل على النسيان بالذاكرة. ولن تسأله عن أسباب هبوطه الاضطراريّ.
    فهي تدري, كنساء البحّارة تدري, أن البحر سيسرقه منها وأنّه رجل الإقلاع.. حتمًا.
    ريثما يأتي.
    هو سيد الوقت ليلاُ. سيد المستحيلات. والهاتف العابر للقارّات. والحزن العابر للأمسيات. والانبهار الدائم بليل أوّل.
    ريثما يعود ثانية حبيبها, ريثما تعود من جديد حبيبته, مازالت في كل ساعة متأخرة من الليل تتساءل.. ماذا تراه الآن يفعل...؟



    عابر سرير


    كنا مساء اللهفة الأولى, عاشقين في ضيافة المطر, رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.
    نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
    إن حبا عاش تحت رحمة القتلة, لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة. أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة, أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟

    في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
    بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
    تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
    تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.

    التاسعة والربع , وأعقاب سجائر.
    وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك.
    كنت ستسألها , كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
    وبعيد قبلة لم تقع, كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
    هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ماالذي يدوزن وقع أقدامها, لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك؟
    كل ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتماءك الى كل أنواع الغيوم. الى كل أحزاب البكاء, الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.








    هذه مقتطفات من ثلاثية أحلام مستغانمي... أتمنى ان تكون مدخلاً لكم لعالم هذه الكاتبة.






    يتبع...


عدل سابقا من قبل Admin في السبت نوفمبر 06, 2010 10:05 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cirta.forumalgerie.net
فريد
Admin
فريد


عدد المساهمات : 18
نقاط : 49
تاريخ التسجيل : 29/10/2010

بطاقة التعريف احلام مستغانمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطاقة التعريف احلام مستغانمي   بطاقة التعريف احلام مستغانمي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:52 pm

آراء
حول الكاتبة

"إنّ أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربيّ. لقد رفعت بإنتاجها الأدب الجزائري الى قامة تليق بتاريخ نضالنا. نفاخر بقلمها العربيّ, إفتخارنا كجزائريّين بعروبتنا".



الرئيس أحمد بن بلّة
جنيف
12 فبراير 2002




قرأت رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي, وأنا جالس أمام بركة السباحة في فندق سامرلاند في بيروت.
بعد أن فرغت من قراءة الرواية, خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق, كسمكة دولفين جميلة, وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطُرُ ماءً..
روايتها دوّختني. وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات, وسبب الدوخة أنّ النصّ الذي قرأته يشبهني الى درجة التطابق, فهو مجنون, ومتوتر, وإقتحاميّ, ومتوحش, وإنساني, وشهواني.. وخارج عن القانون مثلي. ولو أن أحداً طلب أن أوّقع إسمي تحت هذه الرواية الإستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما تردّدت لحظة واحدة..
هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري..
لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء, بجماليّة لا حدّ لها.. وشراسة لا حدّ لها.. وجنون لا حدّ له...
الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور.. بحر الحب, وبحر الجنس, وبحر الايديولوجية, وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها, وأبطالها وقاتليها, وملائكتها وشياطينها, وأبنائها وسارقيها..
هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب, ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري والحزن الجزائري, والجاهلية الجزائرية التي آن لها ان تنتهي..
وعندما قلتُ لصديق العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام, قال لي: "لا ترفع صوتك عالياً.. لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها فسوف تجنّ...
أجبته: دعها تُجن.. لأن الأعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها إلا مجانين!!



نزار قباني
لندن
20/8/1995


شهادة من الدكتور سهيل إدريس
سنة 1995 زار نزار قباني بيروت بعد غيابه عنها سنوات عدة بسبب الحرب.
واتصلت آنذاك بالكاتبة أحلام مستغانمي لأخبرها بوجود نزار في بيروت. ولأنه كان يقدّم أمسية شعرية في "برمانا" غير بعيد عن بيتها, فقد عرضت عليها ان أمرّ لاصطحابها. وحدّثتُ يومها نزار طويلاً عن رواية أحلام "ذاكرة الجسد" التي كانت دار الآداب قد أصدرتها. وطلبت بعد ذلك من أحلام أكثر من مرة أن تهديه إياها ليطلع عليها, ولكنها كانت تقول دائماً "إنّ الآمرّ يحرجها, وأنها لا تريد ان تهديه كتاباً قد لا يقرأه, مما جعلني أبادر بنفسي بإهدائه نسخة من "ذاكرة الجسد". وكانت المفاجأة, أن ذهل نزار بالرواية وظل عاكفاً على قراءتها لمدة ثلاثة أيام. وعندما زارني بعد ذلك في مكتب "دار الآداب" كان ما زال "مدوخاً" بذلك النص ويتحدث لكل من صادفه عن اندهاشه به. حتى أنني قلت له مازحاً, أن احلام لو سمعت كلامه الجميل عن كتابها فسوف تجنّ هي التي لم تكن تجرأ على إهدائه روايتها. فأجابني نزار رحمه الله على طريقته "دعها تُجنّ فإن الاعمال الابداعية الكبرى لا يكتبها إلا المجانين", وهذا تماماً ما كتبه بعد ذلك في شهادته التي بعثها لي عن هذه الرواية.
وأنا أقدّم اليوم هذه الشهادة لكي تكون شهادة أدبية تضع حداً –حاضراً ومستقبلاً- للجدل غير النزيه, والتلميحات غير البريئة, التي تصنع منها بعض المجلات بين الحين والآخر أغلفتها.. أو يرددها البعض فيبادرون إلى التشكيك في أبوّتها.. بنسبها كلّ مرة إلى كاتبٍ, بما في ذلك نزار قباني نفسه, وفي أحسن الحالات التشكيك في ظروف حصول أحلام على هذه الشهادة.
إن عشرتي لنزار التي تعود الى أكثر من خمسين سنة, تسمح لي أن أقولُ أنه لم يحدث أن فرّط في هيبة إسمه وسطوته إكراماً لامرأة مهما كانت. فقد كان بخيلاً في مجاملاته الأدبيّة. ولو كان غير ذلك لعُرفت له عدداً لا يحصى من "الشهادات" لكونه عاش مطارداً من النساء.


شهادة من الدكتور سهيل إدريس
الحياة
10 ايلول 2000



إنّ الكاتبة الجزائريّة أحلام مستغانمي نور يلمع وسط هذا الظلام الكثيف, وهي كاتبة حطّمت المنفى اللغوي الذي دفع إليه الإستعمار الفرنسي مثقفي الجزائر.
تجمع روايتها "ذاكرة الجسد" بين منجز الرواية العالميّة وطرائف الحكي المحليّة الموروثة. كتبت بلغة عربيّة جزلة وحسٍ فنيّ مرهف, تتمتع بإختصار تشكيليّ جماليّ فريد. وبسرد محكم يدعو إلى الدهشة والإبهار.


لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ
1998


أعجبتني كثيراً "ذاكرة الجسد" ففيها زخم من الوقائع والأحداث التي تصوّر جزءاً من شخصيّة مجاهد في الثورة الجزائرية, وعادات قسنطينية العريقة, وكيف تعامل المرأة في المجتمع الجزائري. وللكتاب مخيّلة خصبة لصناعة الصورة السنمائية, وهو ما صبغته أحلام في روايتها.
أمّا أحلام الكاتبة, فهي إمرأة رائعة, استطاعت أن تفرض نفسها كأحد الأصوات الروائية العربيّة الهامة, التي تربّعت على عرش الكتابة في أواخر القرن.


يوسف شاهين
لبنان
22 نوفمبر 1999 -الأصي


لقد كان للجزائر عبر تاريخها الطويل إسهامات عديدة في مجالات الإبداع. وما الأدبية المبدعة والروائية المرهفة الحس والشاعرة ذات الخيال الخلاق السيدة أحلام مستغانمي في جلّ أعمالها, إلا نموذجاً وصورة مشرّفة لهذا الحصاد الوفير. وبمناسبة حفل توزيع الجائزة الكبرى للرواية "مالك حداد" أرفع اليها إعجابي وتقديري لما شرّفت به الأدب الجزائري والعربي والإنساني منذ كانت تسقسق بصوتها العذب جواهر النثر في قناتنا الإذاعية, الى إنجازها العالمي الضخم روايتيّ "فوضى الحواس" و"ذاكرة الجسد".


رئيس الحكومة علي بن فليس

13 حزيران2001
بمناسبة حفل توزيع جائزة "مالك حدّاد"



القارىء العربي ربما لا يزال ينتظر رواية جديدة من أحلام مستغانمي في مستوى "ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس" (...) لو خيّرت لأخترت ألا أقرأ شيئاً من كلّ هذا وإنما أجلس بانتظار رواية جديدة لأحلام مستغانمي.


جهاد الخازن –الحياة




إن كتابات أحلام دخلت الى أعماق المجتمعات العربيّة.. لها لغة سلسة وجميلة ولها مذاق جزائري خاص لا يوجد في الشرق.


جريدة الشروق


".. إنما الجزائر كلّها حُسدت في أحلام, كما تُحسد في خريطتها وفي شهدائها, وفي كلّ ما لديها حتى من أحزان.
إنّما المدرسة الجزائرية كلّها استهدفت.
إنما التعريب والكتابة الجيّدة باللغة العربيّة بالذات استهدفا.
يا قنّاصيّ البهجة من صدور أمّتكم, ومغتالي البسمة على شفاه إخوانكم, أكبروا قليلاً. فقط بعض الشيء".


الطاهر وطار –التبيين



إن أحلام مستغانمي هي الروائية العربية الأولى التي فاق عدد طبعات روايتها الأولى 15 طبعة. وروايتها الثانية أكثر من 10 طبعات. وهذا ما لم يحصل من قبل في أدبنا العربي ومع أيّ روائي آخر, ولا حتى مع نجيب محفوظ "المنوبل" في هذه الفترة الوجيزة.
إنها ليست "ظاهرة" تمرّ, بل هي "رمز" و"منار".
وهي في مقامها الشامخ العالي هذا, أثبتت أن الاجتهاد يأتي بالنصّ الكبير, إن توفرت الموهبة الحقيقية والاصرار على الاستمرار.


عبد الرحمن مجيد الربيعي –الزمان




رسالة من خلف القضبان الى الكاتبة المبدعة أحلام. . .

من الأسير الذي يعشق الأدب كعشقه للحريّة ، لكنه ليس ناقد من عتمة الزنزانة تحت السماء الدافئة ( الى المرأة التي يطأطئ لها النخيل حين تمّر ) متمردة كالفرس الأصيل . . لأحاسيس ذاكرتها التي تسكن بؤرة السطور والوجدان . . . إلى الأديبة أحلام مستغانمي . . .

أولى كلماتي أقولها صراحة . . . للتي تربّعت في قلوبنا كما تربّعت على عرش الرواية العربية ، فأنت التي ملأت قلوبنا دفئاً حين دخلتها دون استئذان أنت التي حملت إلينا تباشير المطر الذي يغسل عنا غبار رحلة الأسر الطويلة وطردت بدفء الكلمات وتعابيرها الليالي الباردة ، وخففت من وطأة الالم . . .

لقد أصبحت رواياتك ذخيرتنا المعنويّة، والثقافية، في زمن شحّت فيه الذخائر الصادقة ، لم يبق بأيدينا سوى ملامح الثقافة . . . (جبهتنا الأخيرة ) . . .

أحلامنا ضائعة . . .
في غابة السجن هناك وحش يدعى (الزمن ) لا يمكن هزيمته فهو النافذة التي نطل من خلالها على نيل الحرية ، وكتبك كانت تكبر وتكبر بالتّنقل من سجن لآخر ومن أسير لآخر ، وبشوق دائم لقراءتها ، الإنتظار كان بالدور ، عايشنا الأحداث وعشنا مع أبطالك : (حياة .خالد . سيدطاهر ، زياد . . ) شاركناهم لحظات العشق وتقاسمنا معهم الدمعة والفرحة ورأينا أنفسنا فيهم سافرنا للجزائر وزرنا قسنطينة وسرنا فوق جسورها .
أحلامنا الجميلة نقرأها بحواسنا الخمس . حتى لا نسلك درب التيه ، فنبحر بشراعنا عبر بحر رواياتك نحو الجزر البعيدة ، نقرأك لأننا مسلوبي الحرية والوطن والحبيبة ، فنجدهم بين صفحات رواياتك فنعانقهم ونغفو في أحضانهم ، نقرأك فندرك أن المواعيد مازالت تبحث عن عشّاق وأبطال .
أصبح صدى كلماتك يتردد في غياهب النجوم تتناقلها ألسنة المعتقلين وينقشونها على جدران الزنازين . ويهّربها العشاق برسائلهم للحبيبة المنتظرة عودة نورسها الغائب .
تحولت كلماتك لنجمة تزيّن شرفات الزنازين ، إنها قطرة الماء ساكنة بالمطر المجنون في بيادرالفلاحين والربيع في صحاري أعمارنا . التي سلخها السجن العام تلو العام .
أحلامنا الغالية : تلتئم صفحات الماء يمزقها رأ س قارب وسط الماء في الجزر البعيدة .
وسط الصباحات الباردة والأمسيات المطربة بالشوق والحنين للوطن يكفي أن نتصّفحك في
( ذاكرة الجسد ) لتوقظ فينا الحب أو التعمق في (فوضى الحواس ) لتنتفض كل حواسنا الخمس ونقف في وجه آلة القمع ، ويعلمنا ( عابر سرير ) أن الوطن ليس مكاناً على الأرض ، إنه فكرة في الذهن نسجن ونشرّد ونموت من أجل الفكرة التي لا تموت حتى بموتنا .
تصل الكلمات نهايتها وتبقى وصيّة أسرى الحريّة بأن يبقى قلمك مشرّعاً وحاداً كمشرط الطبيب يستأصل أطرافنا فلا يخشى الحاقدين ، ونؤكّد ماقلته ( أيها القتلة لن تسرقوا دمنا أيضاً ، سيبقى لنا الدم والذاكرة بهما سنحاسبكم وبهما سنعّمرهذا الوطن من جديد ) ونحن والملايين معنا على موعد مع إبداع جديد منك يزين حياتنا بالأمل والحب ، وسننتظره كصلاة استسقاء .

العدد -20 كانون الثاني 2003



بقلم :الأسير الفلسطيني محمود الصفدي (سجن عسقلان)

13 05 2006

مقتطفات من رسالة بقلم عيسى قراقع إلى الحبيب مروان البرغوثي في سجنه


صديقي الحبيب مروان . . .

مشتاق لك . . لأ ني مشتاق الى الحرية ، لا أحد في الدنيا يشتاق للسجن ، إلا أنني أشتاق لرائحة الحرية فيك فأنت حرّ في قلبي وفي عقلي ، كأنك هنا ، أراك كل يوم . . .
لازلنا نضيء من لحمنا هذا الليل . . قابضون على قنديل القلب ، بصعوبة رغم الزوبعة والرياح العاتية . . . هناك في البعيد القريب شاطئ لنا ،هناك بحر يذكر أسمائنا هناك نزيف لذاكرتنا . . تذكرنا هناك فرح . . .

أمرّ عنك . . . أراك ، رام الله المدينة عندما أدخلها كأنّي أناديك ، هكذا تعودت . . . رام الله اليتيمة تكتب يتمها عميقاً وستنفجر . . أمّر عنك ، أراك . . نحن جيل الفكرة وليس جيل السلطة ، نحن جيل الحب وليس جيل الفساد ، نحن جيل التمّرد والغضب ولسنا جيل الرثاء والسفر . . . أمرّ عنك لأسمع صوتك يحرك فيّ فينا الروح الجبليّة ، روح الفلاح ، روح الكبرياء . . .


كم هم صغار يا مروان . . صغار جداً لا يستطيعون اعتقال الأمنية الكبيرة فيك فينا – خائفون جداً منك – لأنهم خائفون من بستانك الذي أزهر ويزهر ولا يجف . . . لهذا أنت تسجنهم ، صدقني أراهم في زنزانة ضيقة مظلمة موحشة تسمى دولة إسرائيل ، خائفون من سلامتك لأنه واضح ، وخائفون من صوتك لأنه الحقيقة ، خائفون خوفاً وجودياً فكيف سيستمرون في الحياة . . .

صدقني لم نبك أمام المجنزرة . . نبكي أمام وطن ويسرقوه وهو يذبح ، كلما نهض من حرارة الروح قفزوا فوقه .
سكاكين الداخل أقوى من الأحتلال ، يأخذون حبيبتك في وضح النهار وليس أمامك خيار سوى أن ترحل أو تموت قهراً . . . لكننا يا مروان جمعنا سيل القهر المتدفق . . اكتشفنا أنّه قابل للإنفجار ، وقابل أن يتحول من اليأس الى اليقين . . هذا الوطن لنا ، هذه المعاناة لنا هذا البكاء كلّه لنا . . هذا الضعف لنا ، هذا الحزن الرمادي لنا حتى حزننا نرفض أن يسرق ويتحول الى شركات واستثمارات وكذب .

لقد تحالف طفل الجبل الذي فيك والبحر الذي فيك وصرتما واحدا ً . . . واتسعت . . طوبى لك لأنك اتسعت ، اتسعنا ، كان وهماً أن يسجنوك كأنّهم يسجنون وهمهم وخرافتهم ولايتسعون . . .

سأظل أكتب لك . . . لن أتعب . . . فالوردة الزرقاء على شباك أغنيتك سأسقيها بيدي . . . فالوعد لا يأتي من السماء ، ولا من إلهٍ غامض أو زعيم متجّبر . . . الوعد يأتي من الإنسان ، عن هذه الأرض . . هذه الأرض هي مصدر الإيمان .

قرأت كافة روايات أحلام مستغانمي... روايات رائعة، عميقة ، فيها الكثير ، و الرسالة القادمة سنبدأ معاً بنقاش روايتها الأخيرة ( عابر سرير) .
أسلّم عليك ، و أرجوك أن تبتسم دائماً ... نحن معك ، و الله نحن معك ، و نحن كثيرون يكفيك يا مروان أنك حركت فينا حب الحياة .

أخوك
عيسى قراقع
في 18/2/2004



بقلم عيسى قراقع إلى الحبيب مروان البرغوثي في سجنه



وهناك الكثير من الاراء... نكتفي بهذا القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cirta.forumalgerie.net
rim-25
Admin
rim-25


عدد المساهمات : 62
نقاط : 146
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
العمر : 38

بطاقة التعريف احلام مستغانمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطاقة التعريف احلام مستغانمي   بطاقة التعريف احلام مستغانمي I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 15, 2010 5:28 pm

فعلا احلام مستغانمي كاتبة ولا اروع
انا عن نفسي قرات اغلبية اعمالها
في البداية من باب الفضول
ثم شدني اسلوبها الجرئ و افكارها المثيرة للجدل بشكل كبير
هي محاولة للخروج عن المالوف
محاولة لكسر طابور الروتين
عن نفسي ارى ان روعة رواياتها لا يكمن في احداث القصة في حد ذاتها
بل في روعة الاسلوب
هي تملك القدرة على اخدك من مكان الى اخر بين الكلمة و الاخرى
هي باختصار ظاهرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بطاقة التعريف احلام مستغانمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التعريف بمدينة قسنطينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيرتا التعليمية :: منتدى سيرتا :: شخصيات سيرتا-
انتقل الى: